دبي، الإمارات: مع تحول منطقة الشرق الأوسط إلى وجهة هامة للأحداث والترفيه على المستوى العالمي، تتطلع الأحداث والترفيه في المنطقة اإلى فترة من النمو السريع والمستمر، فضلاً عن تطورات تحولية في مجال التكنولوجيا والنطاق .
ووفقًا لتقديرات السوق، من المتوقع أن تنمو صناعة الفعاليات والترفيه في الإمارات وحدها بمتوسط 6.5٪ سنوياً حتى عام 2021، رغم أن المنطقة أصبحت مركزًا للأحداث الضخمة، الروائع والفعاليات الترفيهية، الملاهي، والمعالم الثقافية التي تجذب السياح بالملايين.
لا غرابة إذن أن يكون هناك اهتمام على مستوى محترفي صناعة الفعاليات بالدورة الثانية من منتدى تطوير الفعاليات، التكنولوجيا والترفيه، والذي سيعقد على هامش معرض الشرق الأوسط للصوتيات والمرئيات، أواخر الشهر الجاري. يأتي هذا في الوقت الذي تنشد فيه الصناعة أساليب واستراتيجيات فعالة للحفاظ على استمرار النمو من حيث الحجم والنطاق وصياغة خرائط طريق فعالة للمستقبل.
يشارك في المنتدى الذي سيستمر لمدة يومين مجموعة واسعة من خبراء الفعاليات والترفيه الدوليين حيث يتناقشون القضايا التنموية الرئيسية التي تواجه الصناعة اليوم ويستكشفون أيضًا التوجهات والتطورات الابتكارية التي ستؤثر على الصناعة في المستقبل، كما يقدمون دراسات حالة حول عدد من أنجح المشاريع في المنطقة.
وقال أحمد باولس، الرئيس التنفيذي في ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط، الشركة المنظمة لمعرض الشرق الأوسط للصوتيات والمرئيات: "مع استمرار تطور صناعة الفعاليات والترفيه على مستوى المنطقة بشكل سريع، تشهد المنطقة عددا متزايدا من الأحداث الكبيرة فضلا عن دعم الحكومات على مستوى الشرق الأوسط لإنشاء بنية تحتية لقطاع السياحة والأحداث، وهذا يستلزم منتدى موثوق يركز على الصناعة، يتيح لمحترفي الصناعة بالمنطقة التواصل وتبادل الأفكار مع كبار الخبراء الدوليين، حتى في الوقت الذي تمر فيه صناعتهم بمرحلة مثيرة في تطورها".
كما يشارك المنتدى عدد من رواد صناعة الفعاليات والترفيه، حيث يبدى كثير منهم تفاؤله الشديد بشأن المعرض ويتطلعون إلى منطقة تواصل الإبداع والتطوير في صناعة الأحداث والترفيه.
كان إيلي خير الله ، المدير التقني لشركة فينوتك، الذي سيتحدث في المنتدى، مسؤولاً عن تركيب نظام الصوت الكامل للمسجد الكبير في أبوظبي. هذا النظام هو حالة من الفن مخصصة لتشغيل مستمر فعال على مدار الساعة.
وفي معرض حديثه عن التحديات المتعلقة بإكمال مثل هذا المشروع الأيقوني، قال خير الله: "الأعمال المدنية؛ في مشروع أيقوني مثل المسجد الكبير، حيث الجدران مغطاة بالرخام الخاص المغطى بالذهب والمواد الثمينة، كان علينا اتخاذ احتياطات إضافية لتجنب أي ضرر. وكان التحدي الآخر هو: العمل بعد الساعة العاشرة مساءً حيث أن المسجد يواصل عمله خلال النهار باستقبال الزوار من جميع أنحاء العالم. وفي النهاية، نجحنا في توفير أعلى أداء وتجاوز المحاكاة المتوقعة، وتسليم المشروع ضمن الجدول الزمني للمشروع ".
ومن بين المتحدثين البارزين الآخرين المشاركين في المنتدى "تيم روتليدج"، مصمم الإضاءة ومدير شركة تيم روتليدج المحدودة لتصميم الإضاءة في المملكة المتحدة، والذي شارك في تجهيز "ورلد تور" بيونسي في عام 2016 و"سام سميث ورلد تور".
وفي حديثه عن حاجة مصممي إضاءة الحفلات والمسارح لتطوير الجانب الإبداعي، قال روتليدج: " تستوحي الإنتاجات إلهامها أكثر من أي وقت مضى من الهندسة المعمارية (والعكس بالعكس) وكذلك الموضة والفن أكثر فأكثر. لذلك علينا أن نتحدى المساحات التي نعمل فيها، يمكن أن تصبح عروض "آرينا" قديمة، وهناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها استكشاف واستخدام المساحات.
وتابع روتليدج قائلا: "هناك نوع من سباق التسلح مع الفنانين لعمل معارض فريدة، لا أحد يرغب في نفس النمط القديم للعرض حتى يُطلَب منا بحث جميع إمكانيات مكان وكيفية العرض. كسر القواعد في الإضاءة لا ينطبق فحسب على عرض كامل. انظر إلى أغنية فردية في أحد المعارض وانظر كيف يمكنك الخروج عن العرف. لم تعُد إضاءة الحفل تتعلق بجهاز ضوئي متحرك فقط، يمكنك إنشاء جهاز باستخدام أي شيء. الأضواء المهتزة المتحركة تبدو رخيصة وقديمة الآن - الأمر يتعلق بالتفاصيل والمفهوم الآن."
في سياق متصل، أكد توماس أيفسون، مسؤول عام البرمجة في دبي أرينا أن المنطقة لا تزال أمامها بعض الوقت قبل أن تصبح وجهة صف أول للأحداث الحية. وأضاف قائلا: "ربما لا نزال سوقًا ناشئاً في بعض النواحي مقارنةً بمناطق أخرى، ولكن في الإمارات، ودبي على وجه الخصوص، ومع طرح المزيد من أماكن الترفيه، المتنزهات والحدائق الترفيهية، وأماكن الترفيه الحية المبنية لهذا الغرض مثل دار الأوبرا و"دبي آرينا" الآن أصبحنا بالفعل محطة طبيعية لأغلب المعارض والفنانين المتجولين ... والمضي قدما أيضا خلال أشهر الصيف الحارة! "
كان جوناثان توليب، أخصائي الصوتيات والمرئيات في شركةVenav Technology Consultants يرى أن التقدم في تكنولوجيا الصوتيات والمرئيات قد مهد الطريق لمستقبل مثير. وأضاف: "النهج الحالي لمخططات الصوتيات والمرئيات تخطته التكنولوجيا التي ننقلها من الإشارات التماثلية والرقمية التي تسير على طول الأسلاك المنفصلة إلى تدفقات إشارة متعددة تمر عبر مسارات الشبكة المعينة ديناميكياً
"لم يعد تخطيط الصوتيات والمرئيات التقليدي قادرًا على وصف أنظمة الشبكات والتطبيقات الحالية. حين يكون كل شيء متصل، فإن جميع النقاط تكون مترابطة، ويفقد مخطط الأسلاك المتواضع معناه. وفيما كانت القواعد هي نفسها فإن اللغة فقط هي التي تغيرت. الصوتيات والمرئيات لها نفس الأهداف، والتطور يكون في الأدوات التي نستخدمها لتحقيق تلك الأهداف، أياً كانت تجربة المستخدم ترفيه، عرض، تعاون عن بعد، إعلان أو تعليم".
يعد معرض الشرق الأوسط للصوتيات والمرئيات 2018 أبرز معرض تجاري إقليمي للصناعة ويشارك به أكثر من 40 عارضا يعرضون أكثر من 100 علامة حيث يقام المعرض في دورته الثالثة في الفترة من 23- 25 سبتمبر 2018 في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
معرض الشرق الأوسط للصوتيات والمرئيات هو العضو الخامس في قائمة معارض "برولايت آند ساوند" الدولية حول العالم، ويقام بالتزامن مع معرض الإضاءة في الشرق الأوسط 2018، معرض ومؤتمر وجائزة المنطقة المتخصص في تصميم وتكنولوجيا الإضاءة.